مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

تفسير قوله تعالى: {وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين 23 فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار الت

صفحة 2236 - الجزء 4

  قلت: ولا بُدَّ أن يزاد بعد قوله: من فعل الله أو ما يقوم مقامه من التروك لما مرّ، وقد صرح به بعضهم.

  الشرط الثالث: أن يتعذر علينا مثله في العادة، ومعارضته، ولوكان جنسه داخلاً تحت مقدورنا؛ لأن ذلك حقيقة الإعجاز.

  الشرط الرابع: أن يكون خارقاً للعادة؛ إذ لا إعجاز دونه، فإن المعجز ينزل من الله تعالى منزلة التصديق بالقول، وما لا يكون خارقاً للعادة؛ فإنه لا يدل على الصدق، لأن غيره يساويه في ذلك، حتى الكذاب في دعوى النبوة، وهذا واضح فإن المدعي للرسالة لو قال: معجزتي مجيء الليل بعد النهار، وطلوع الشمس من مشرقها ... لم تكن هذه معجزة؛ لأن هذه الأفعال وإن كانت لا يقدر عليها إلا الله تعالى فلم تفعل من أجله، وقد كانت قبل الدعوى على ما هي عليه حين دعواه، ولا فرق في دلالتها على دعواه ودعوى غيره، والذي يستشهد به الرسول لا بُدَّ وأن يكون له وجه يدل على صدقه، كأن يقول: الدليل على صدقي أن الله تعالى يخرق العادة بقلب العصا حية، أو ينبع الماء من بين أصابعي، أو نحو ذلك من الآيات الخارقة للعادة: التي تفرد بها رب الأرض والسماوات، فتقوم له هذه العلامات مقام قول الله تعالي لو أسمعنا كلامه: صدق عبدي أنا بعثته.

  قال بعض العلماء: ومثال المسألة ولله ولرسوله المثل الأعلى: ما لو كانت جماعة بحضرة ملك من ملوك الأرض، وقال أحد رجاله وهو بمرأى منه والملك يسمعه: الملك يأمركم أيها الجماعة بكذا وكذا،