مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة الأولى [إثبات نبوة سيدنا محمد ÷]

صفحة 2238 - الجزء 4

  قال الآمدي: هل يتصور كون المعجز مقدوراً للرسول أم لا؟ اختلف الأئمة، فذهب بعضهم إلى أن المعجز فيما ذكر من المثال ليسهو الحركة بالصعود، والمشي: لكونها مقدورة له يخلق الله فيه القدرة عليها، وإنما المعجز هو نفس القدرة عليها، وهذه القدرة ليست مقدورة له، وذهب آخرون إلى أن نفس هذه الحركة معجزة له من جهة كونها خارقة للعادة، مخلوقة لله تعالى وإن كانت مقدورة للنبي، وهو الأصح.

  قلت: وهذا الأخير هو الذي يقضي به كلام أصحابنا؛ لأن هذه الحركة وإن كانت فعلاً للنبي فهي جارية مجرى فعل الله تعالى، وقد فسر الإمام عزالدين الجاري مجرى فعله تعالى بما لا يحصل إلا بأن يؤتي الله فاعله من القدرة ما هو زائد على المعتاد، وذلك كالمشي على الهواء، وعلى الماء، ونتق الجبل.

  نعم، قول الآمدي: إن الحركة مخلوقة لله مبني على قولهم في أفعال العباد.

  الشرط الخامس: أن يكون مطابقاً للدعوى؛ لأنه لو لم يكن كذلك لم يكن متعلقاً بدعواه، فلا يدل على صدقه، ومثاله أن يقول: معجزتي إحياء هذا الميت ففعل خارقاً آخر كنتق الجبل مثالاً، فإنه لا يدل على صدقه؛ لعدم تنزله منزلة تصديق الله له، هكذا ظاهر كلام بعض أصحابنا وغيرهم - أعني أنه لا يكون معجزاً إلا إذا قال مدعي النبوة: الدليل على صحة ما ادعيت كيت وكيت ثم يكون كذلك -