تفسير قوله تعالى: {وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين 23 فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار الت
  ولم يعينه، فإذا وقع أمر خارق على يده وليس فيه ما يدل على تكذيبه فإنه يكون معجزة له لا محالة؛ إذ لا يجب تعيين المعجز، بل يكفي أن يقول: أنا آتي بخارق من الخوارق. قيل: وهذا متفق عليه.
  الثانية: أن يدعي أمراً فيقع خلافه كما في المثال، فهذا لا يدل على تصديقه ولا على تكذيبه، والظاهر أن مثله مما لا يصح وقوعه: لعدم الفائدة.
  الثالثة: أن يدعي أمراً فيقع ذلك الأمر بعينه لكنه متضمن لتكذيبه، نحو أن يقول: معجزتي أن ينطق هذا الضب، فنطق، وقال: إنه كاذب، فهذا لا يدل على صدقه؛ لأنه متضمن لتكذيبه، بل المعجزه ونفس التكذيب - فلا يفيد إلا زيادة اعتقاد تكذيبه؛ وأما على كلام السيد مانكديم فلا يقع مثل هذا لعدم الفائدة الإمكان تكذيبه بعدم وقوع ما ادعاه.
  نعم، أما لو قال: معجزتي أن أحيي هذا الرجل الميت فأحياه فكذبه، فقال في (المواقف): الصحيح أنه لا يخرج بذلك عن كونه معجزاً؛ لأن المعجز إحياؤه، وهو غير مكذب له، بل المكذب ذلك الشخص بكلامه، وهو بعد الإحياء مختار في التصديق والتكذيب، ولم يتعلق به دعوى. وقيل: عدم خروجه عن كونه معجزاً إنما هو إذا عاش زماناً واستمر على التكذيب.
  قال الآمدي: ولا أعرف خلافاً في هذه الصورة بين الأصحاب، فأما لو خرَّ ميتاً في الحال فيبطل الإعجاز؛ لأنه كأنه أحيي للتكذيب، فصار