مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

تفسير قوله تعالى: {وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين 23 فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار الت

صفحة 2242 - الجزء 4

  الشرط السابع: التحدي بالمعجز قال الإمام المهدي: ومعنى التحدي هو طلب الفعل ممن عرف الطالب عجزه عنه إظهاراً لعجزه عنه، مأخوذ من حداء الإبل وهو حثها على السير بكلام مخصوص، فالتحدي هو حث المخاطب على فعل ما هو عاجز عنه إظهارً لعجزه، كما أن الحدي للبعير العاجز إظهاراً لعجزه؛ لأنه إذا فعل المعتاد في الحث على السير فلم يحصل الاحتثاث دل على عجزه. وقيل: بل التحدي طلب المعارضة من صحّابك بإتيانه بمثل ما فعلت أنت، مأخوذ من الحداء فإن الحاديين يتعارضان فيه، ويغني كل واحد منهما بمثل ما أتى به صاحبه، والحداء والحدو سوق الإبل والغناء لها والمعنيان متقاربان - إلا في أخذه من الحداء فإنه على الأول مأخوذ منه من حيث تضمنه الحث، وعلى الثاني من حيث تَعَارضُ الحاديين فيه، وهذا الشرط ذكره في المواقف، والنووي في شرح مسلم، وغيرهما، فمالم يقرن بالتحدي يسمى آية ولا يسمى معجزا.

  قال في شرح شفاء القاضي عياض: الآية والمعجزة يشتركان في الدلالة على صدقه، لكن الآية أعم؛ لأنه لا يشترط فيها مقارنة النبوة والتحدي. ثم اختلف القائلون بهذا الشرط، فمنهم من شرط التصريح بالتحدي والمعارضة، ومنهم من لا يشترط ذلك، وقال: قرائن الأحوال كافية مثل أن يقال له: إن كنت نبياً فأظهر معجزة، ففعل فيكون ظهوره دليلاً على صدقه، نازلاً منزلة التصريح بالتحدي وفي (جمع الجوامع) أن التحدي الدعوى للرسالة، وهو يدل على أنه إذا أتى بالمعجزة عقيب الدعوى فقد تحداهم بها، سواء طلبوا منه إظهار