المسألة الأولى [إثبات نبوة سيدنا محمد ÷]
  وجوابه: أنهم علموا ذلك إجمالا، وهو أن النبي ÷ قد تحدى به العرب فعجزوا عن الإتيان بمثله، وذلك كافٍ في كونه معجزاً؛ إذ العبرة بنقض عادة العرب بأمر هو من جنس ما يتعاطونه وهو الفصاحة.
  وقال القرشي: إذا كان ناقضا لعادة العرب وهم أمراء الفصاحة فنقضه لعادة العجم بالأولى. قال الإمام عز الدين: وهذا ركيك، ورجح ما مرَّ من أن نقضه لعادة العرب كافٍ، وهو الظاهر من كلام السيد مانكديم والإمام المهدي.
  الموضع الخامس: في وجه إعجاز القرآن:
  قد مرَّ أن المسلمين متفقون على أن القرآن معجزة لنبينا محمد ÷، بل ادعى السيوطي إجماع العقلاء على ذلك، وإنما اختلفوا في وجه إعجازه.
  فقال أئمتنا والجمهور من غيرهم: وجه إعجازه كونه في الدرجة العالية من الفصاحة والبلاغة التي لم يعهد مثلها في تراكيبهم. وتقاصرت عن بلوغها درجات بلاغاتهم، واحتجوا على ذلك بأن المتعذر على أرباب اللسان هو إيجاد مثله في فصاحته وبلاغته، وبما مرّ من أن الله تعالى جعل معجزة كل نبي من جنس ما يتعاطاه أهل زمانه ويتفاخرون به، والمعلوم أن العرب كانوا يتفاخرون ويتميز بعضهم على بعض بالفصاحة في كلامهم والبلاغة في خطبهم وأشعارهم،