مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

تفسير قوله تعالى: {وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين 23 فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار الت

صفحة 2295 - الجزء 4

  إلى توحيد الملك العلام، وبيان الشرائع والأحكام، والإرشاد إلى مكارم الأخلاق، والزجر عن مساوئها على الإطلاق، واضعاً كل شيء في موضعه. بحيث لا ترى محلاً أولى من محل، مودعاً فيه أخبار القرون الماضية، وما نزل من مثلات الله تعالى بمن مضى، منبئاً بالحوادث المستقبلة، جامعاً للحجة والمحتج له، والدليل والمدلول عليه ليكون ذلك آكد للزوم ما دعا إليه، ولا شكَّ أن استيفاء هذه الأمور منسقاً أحسن نسق لا يمكن لغيره ø.

  وقال النظام، والشريف المرتضى الموسوي، ورواه القاضي عياض عن أبي الحسن الأشعري، ورجحه الرازي في التفسير: بل إعجازه بالصرفة، على معنى أن العرب كانت قادرة على كلام مثل كلام القرآن قبل البعثة، لكن الله صرفهم عن معارضته، وبه قال أبو إسحاق.

  نعم، وأبو إسحاق هذا في كتب أصحابنا أنه النصيبيني من المعتزلة، وفي المواقف وشرحها: أنه الأستاذ أبو إسحاق من أهل السنة. ثم اختلف هؤلاء في كيفية الصرفة.

  قال في المواقف وشرحها: فقال الأستاذ أبو إسحاق منا⁣(⁣١) والنظام من المعتزلة: صرفهم الله عنها مع قدرتهم عليها، وذلك بأن صرف دواعيهم إليها، مع كونهم مجبولين عليها، خصوصاً عند توفر الأسباب الداعية في حقهم: كالتقريع بالعجز، والاستنزال عن الرياضات⁣(⁣٢) والتكليف بها بالانقياد، فهذا الصرف خارق للعادة فيكون معجزاً.


(١) هذه عبارة شرح المواقف وإنما أتى بها ليعلم الاختلاف في أبي إسحاق المخالف مع النظام. تمت مؤلف.

(٢) أي العادات المألوفات. تمت مؤلف.