تفسير قوله تعالى: {وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين 23 فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار الت
  مسلكه في شرح مفتاح السكاكي في نقل الخلاف، فنسب إلى النظام القول بأن القرآن ليس بمعجز ولا أنزل ليكون حجة على نبوة النبي ÷ بل لبيان الأحكام، والعرب إنما لم يعارضوه؛ لأن الله تعالى صرفهم عن ذلك، وسلب علومهم به وقدرتهم عليه، لا لأن الإتيان بمثله غير ممكن.
  الوجه الثاني: أن الصرفة لو كانت هي الوجه في الإعجاز لكان غير الفصيح من الكلام أظهر إعجازاً؛ لأنه إذا وقع على وجه يقدر عليه الفصيح وغيره واللاحن والمعرب، ثم لم تقع معارضته بعد ظهور التحدي البالغ كان ذلك أبلغ في الإعجاز، بل كان يجب إيقاعه كذلك بحيث لا يعجز عنه أحد ليكون الترك والحال هذه أبلغ في ظهور إعجازه؛ لأن الإعجاز لطف واللطف يجب أن يقع على أبلغ الوجوه، فلما كان في أعلى طبقات الفصاحة علمنا أن الصرفة ليست وجه إعجازه، وأن تعجيزهم إنما كان بفصاحته.
  الوجه الثالث: أنه يلزم من القول بالصرفة زوال الإعجاز بزوال زمان التحدي، وخلو القرآن من الإعجاز، وفي ذلك خرق لإجماع الأمة أن معجزة الرسول العظمى باقية، ولا معجزة له باقية سوى القرآن.
  قلت: وفي هذا الوجه نظر؛ لأن لهم أن يقولوا: التحدي باقٍ ببقاء التكليف فلا يزول زمانه، ولا يخلو القرآن من الإعجاز.
  الوجه الرابع: أنا نعلم بالضرورة أن العرب كافة كانوا مستعظمين