مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

تفسير قوله تعالى: {وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين 23 فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار الت

صفحة 2309 - الجزء 4

  لو قال: معجزتي أن أضع يدي على رأسي وأنتم يتعذر ذلك عليكم، ثم كان الأمر على ما قال لم يكن تعجبهم من وضع يده على رأسه بل من تعذر ذلك عليهم بعد إِمكانهم.

  قال الإمام عز الدين: والمعلوم ضرورة أن تعجب العرب ما كان إلا من فصاحة القرآن.

  السادس: أن القول بأن الله سلب دواعيهم، والقول بأنه سلبهم العلوم المحتاج إليها في المعارضة باطلان.

  أما الأول فلما مرَّ من أن دواعيهم متوفرة إلى ذلك، ورغبتهم في إبطال أمره، وذلك معلوم ضرورة، فكيف يقال سلبهم الدواعي وقد علمناها فيهم ضرورة، ويعلم من حالهم أيضاً أنهم يعلمون أنأمره يبطل بالمعارضة بعد إظهار التحدي.

  وأما الثاني: وهو أن الله تعالى سلبهم العلوم المحتاج إليها، فقال الموفق بالله: لا يصح ذلك؛ لأنه خروج عن كمال العقل؛ إذ لا يجوز أن يكون المرء عالماً بالنظم فيصح منه مع السلامة ولا يتأتى منه ذلك، كما لا يصح أن يكون عالماً بصنعة من الصنائع كالخياطة فيصح مع السلامة ولا يتأتى ذلك منه، ولأنه كان يجب أن يكون في كلامهم ما هو مثله قبل سلب العلم بكيفية إيجاده، والمعلوم خلافه. وأما الإمام المهدي والقرشي فقالا: القول بسلبهم هذه العلوم صحيح.، قال الإمام المهدي: فإنا نقول: إنهم عاجزون عن مثله؛ إذ لا علوم لهم يتمكنون بها من تأليف مثله فهو مثل قولنا.