مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

تفسير قوله تعالى: {وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين 23 فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار الت

صفحة 2313 - الجزء 4

  فلو كان وجه إعجاز القرآن ما فيه من الإخبار بالغيب لكانت هذه الأخبار معجزات.

  قال الإمام المهدي: ولا قائل من أمة محمد ÷: أن الإخبارات كلها كالقرآن في كونها معجزة.

  قلت: أراد # أنه لم يقل أحد: أن الخبر المتضمن للغيب يكون كله معجزاً، وأما ما يتضمنه من الإخبار بالغيب فهو معجز عنده، كما سيأتي؛ ولما مرَّ عنه # وعن غيره من جواز تأخر المعجز عن مرجع الدعوى إذا كان قد أخبر بأنه سيقع.

  الوجه الرابع: أَن فيما أنزل الله تعالى من الكتب المتقدمة إخباراً عن الغيوب، وليست بمعجزات؟ قلت: لقائل أن يقول: ومن أين لكم أنها ليست بمعجزات، سلمنا فإنما لم تكن معجزة لعدم التحدي بها والتحدي شرط في كون المعجز معجزا عند قوم كما مرّ.

  الخامس: أن في أخبار الكهنة ونحوهم إخباراً بالغيب، وليس بمعجز.

  قلت: وفي هذا الوجه نظر سيأتي بيانه.

  السادس: أن الإخبار بالغيب لو كان هو الوجه في الإعجاز لكان الإعجاز ليس براجع إلى القرآن من حيث هو قرآن بل لكون الخبر حاصلاً فيه من غير سبق تعلم ولا تعليم؛ لأن الإخبار بالغيب إخبار به، سواء كان بهذا النظم أو بغيره، مؤدى بالعربية أم بلغة أخرى،