مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

تفسير قوله تعالى: {إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مث

صفحة 2411 - الجزء 4

  لا يمنع من تحديده، ولا يغني عنه كما مرّ وإن أردت على سبيل التفصيل فلا نسلم.

  ثانيهما: أنه يلزم أن يكون الكاره مريداً؛ لأنه يصح منه إيقاع الفعل على وجهٍ دون وجه، ككونه نهياً وتهديداً، وكذلك العالم فإنه على صفة يصح منه لأجلها إيقاع الفعل على وجهٍ دون وجه.

  قال الإمام عز الدين: فكان الأولى أن يقول: (على الوجوه المختلفة)؛ لأن الكاره والعالم إنما يصح منهما إيقاعه على أحد وجهين، بخلاف المريد. ويرد على حد الكاره الاعتراض الأول.

  وقال أبو علي: المريد من وجدت إرادته بحيث تتعاقب هي وضدها عليه. وكان أبو هاشم يوافقه في ذلك، ثم رجع إلى ما مر⁣(⁣١)، وأما أبو علي فبقي على هذا القول، وجعل العلم بكون المريد مريداً علماً بالإرادة، لا علماً بالمريد على حال، وهكذا قوله في الكاره.

  إذا عرفت هذا فاعلم أن العلماء مختلفون في المرجع بالإرادة والكراهة على أربعة أقوال:

  الأول: قول جمهور المعتزلة، والزيدية، والمجبرة، وهو أنهما أمران زائدان على الشهوة والنفرة، والداعي والصارف، شاهداً وغائباً.

  الثاني: قول أبي القاسم وسائر معتزلة بغداد: وهو أن المرجع بهما في الشاهد إلى الشهوة والنفرة فقط⁣(⁣٢)، وفي الغائب إلى ما سيأتي عنهم.


(١) من كونه المختص بصفة. نخ. تمت مؤلف.

(٢) أي من دون زيادة. تمت مؤلف.