مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة الرابعة [في مسألة الإرادة]

صفحة 2429 - الجزء 4

  وبعض أصحابنا يفرقون بين قول الأشعرية والكلابية فيروون عن الكلابية أنهم يقولون: إنه مريد بإرادة أزلية، ويروون عن الأشعرية ما مرَّ.

  وقال الإمام عز الدين: ولا فرق بين القولين، وقد اتفقوا جميعاً على أن هذه الإرادة لا هي الله ولا هي غيره، قال #: وذهبوا إلى نفي الصفة التي هي كونه كارهاً.

  وقالت النجارية: بل هو مريد لذاته، كما أنه قادر لذاته، ووافقهم بشربن المعتمر. وفي (الغياصة) عن النجارية أنه كاره لذاته؛ وفيه نظر لم مرَّ.

  احتج الأولون بوجوه:

  أحدها: أنه قد ثبت أن الله تعالى مريد وكاره، فلا يخلو إما أن يستحق ذلك لذاته، أو لمعنى قديم، أو محدث، أو معدوم، أو بالفاعل: لا يصح أن يستحق ذلك لمعنى معدوم لعدم الاختصاص، ولا بالفاعل إذ لا يستحق القديم صفة بالفاعل؛ وهذان القسمان لا يشتبه الحال فيهما، ولم يقل بهما أحد، وإنما يشتبه الحال في استحقاقه لذاته أو لمعنى قديم كما قاله المخالفون، وإذا أبطلنا هذين القسمين صحّ أنه مريد بإرادة محدثة، وكاره بكراهة محدثة؛ إذ لا يقدر أمر غير ذلك يستحق لأجله هذه الصفة؛ وإذا أردنا إبطال هذين القسمين قلنا: الذي يبطل ذلك أنه لو كان مريدًا لذاته أو لمعني قديم لوجب أن يكون مريداً لجميع المرادات لعدم الاختصاص؛ لأن ذاته تعالى والمعنى القديم مع جميع المرادات على سواء، بل يجب أن يريد كل ما يصح