تفسير قوله تعالى: {كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون 28}
  ثم قرأ رسول الله ÷: {وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ ٣١}[الحج] «فتعاد روحه فيجسده، ويأتيه ملكان، فيجلسانه، فيقولان له: من ربك؟ فيقول: هاه هاه لا أدري، فيقولان له: ما دينك؟ فيقول: هاه هاه لا أدري، فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول: هاه هاه، فينادي منادٍ من السماء: أن كذب عبدي فأفرشوه من النار، وافتحوا له باباً إلى النار، فيأتيه من حرها وسمومها، ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه، ويأتيه رجل قبيح الوجه، قبيح الثياب، منتن الريح فيقول: أبشر بالذي يسوؤك، هذا يومك الذي كنت توعد، فيقول: من أنت؟ فوجهك الوجه يجيء بالشر، فيقول: أنا عملك الخبيث، فيقول: رب لا تقم الساعة».
  وأخرج البيهقي في كتاب عذاب القبر عن ابن عباس، قال: قال رسول الله - ÷: «كيف أنت يا عمر إذا انتهي بك إلى الأرض، فحفر لك ثلاثة أذرع وشبراً(١) في ذراع، ثم أتاك منكر ونكير أسودان يجران شعرهما كأن أصواتهما الرعد القاصف، وكأن أعينهما البرق الخاطف، يحفران الأرض بأنيابهما، فأجلساك فزعاً فتلتلاك وتوهلاك؟» قال: يا رسول الله، وأنا يومئذٍ على ما أنا عليه(٢)؟ قال: «نعم» قال: اكفيكهما بإذن الله يا رسول الله. قوله: «فتلتلاك وتوهلاك»، يقال: تلتله: إذا أفزعه وأقلقه.
(١) أي الطول ثلاثة وشبر والعرض ذراع. تمت مؤلف.
(٢) أي كامل العقل تام الخلقة بدليل ما سيأتي، تمت مؤلف.