مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

تفسير قوله تعالى: {كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون 28}

صفحة 2620 - الجزء 4

  ثم قرأ رسول الله ÷: {وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ ٣١}⁣[الحج] «فتعاد روحه فيجسده، ويأتيه ملكان، فيجلسانه، فيقولان له: من ربك؟ فيقول: هاه هاه لا أدري، فيقولان له: ما دينك؟ فيقول: هاه هاه لا أدري، فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول: هاه هاه، فينادي منادٍ من السماء: أن كذب عبدي فأفرشوه من النار، وافتحوا له باباً إلى النار، فيأتيه من حرها وسمومها، ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه، ويأتيه رجل قبيح الوجه، قبيح الثياب، منتن الريح فيقول: أبشر بالذي يسوؤك، هذا يومك الذي كنت توعد، فيقول: من أنت؟ فوجهك الوجه يجيء بالشر، فيقول: أنا عملك الخبيث، فيقول: رب لا تقم الساعة».

  وأخرج البيهقي في كتاب عذاب القبر عن ابن عباس، قال: قال رسول الله - ÷: «كيف أنت يا عمر إذا انتهي بك إلى الأرض، فحفر لك ثلاثة أذرع وشبراً⁣(⁣١) في ذراع، ثم أتاك منكر ونكير أسودان يجران شعرهما كأن أصواتهما الرعد القاصف، وكأن أعينهما البرق الخاطف، يحفران الأرض بأنيابهما، فأجلساك فزعاً فتلتلاك وتوهلاك؟» قال: يا رسول الله، وأنا يومئذٍ على ما أنا عليه⁣(⁣٢)؟ قال: «نعم» قال: اكفيكهما بإذن الله يا رسول الله. قوله: «فتلتلاك وتوهلاك»، يقال: تلتله: إذا أفزعه وأقلقه.


(١) أي الطول ثلاثة وشبر والعرض ذراع. تمت مؤلف.

(٢) أي كامل العقل تام الخلقة بدليل ما سيأتي، تمت مؤلف.