مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

تفسير قوله تعالى: {كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون 28}

صفحة 2621 - الجزء 4

  وأخرج البيهقي عن ابن عباس، عن النبي ÷ قال: «إن الميت ليسمع خفق نعالهم حين يولون، ثم يجلس فيقال له: من ربك؟ فيقول: الله ربي، ثم يقال له: ما دينك؟ فيقول الإسلام ديني، ثم يقال له: من نبيك؟ فيقول: محمد، فيقال: وما علمك؟ عرفته وآمنت به وصدقت بما جاء به من الكتاب، ثم يفسح له في قبره مَدَّ البصر، ويجعل روحه مع أرواح المؤمنين».

  وأخرج أحمد، وابن أبي الدنيا، والطبراني، والآجري في الشريعة، وابن عدي عن عبد الله بن عمر أن رسول الله ÷ ذكر فتاني القبر، فقال عمر: أترد إلينا عقولنا يا رسول الله؟ فقال رسول الله - ÷: «نعم كهيئتكم اليوم» قال عمر: بفيه الحجر⁣(⁣١).

  وأخرج ابن أبي داود في البعث، والحاكم في التاريخ، والبيهقي في عذاب القبر عن عمر بن الخطاب، قال: قال لي رسول الله - ÷: «كيف أنت إذا ركبت في أربعة أذرع في ذراعين، ورأيت منكراً ونكيراً؟» قلت: يا رسول الله، وما منكر ونكير؟ قال: «فتانا القبر يبحثان الأرض بأنيابهما، ويطأن في شعارهما، أصواتهما كالرعد القاصف، وأبصارهما كالبرق الخاطف، معهما مرزبة لو اجتمع عليها أهل منى لم يطيقوا رفعها، وهي أيسر عليهما من عصاي هذه؛ فامتحناك، فإن تعاييت أو تلويت ضرباك بها ضربة تصير بها رماداً»، قلت: يا رسول الله، وأنا على حالي هذه؟ قال: «نعم»


(١) أي بفيه الحجر إن لم يجب سؤالهما، وهو على هيئته الكاملة. تمت مؤلف.