مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة الرابعة [شبهة الاحتجاج بالآية على نفي عذاب القبر]

صفحة 2631 - الجزء 4

البحث الثاني هل يسأل الطفل الذي لا يُمَيِّز

  روي عن الحنفية وجزم به القرطبي في (التذكرة) أنه يسأل. وقال غير واحد من الشافعية: لا، وهو الظاهر؛ لأن السؤال إنما هو عن القيام بما كلفوا، وهذا غير مكلف.

  وأما المميز، فقد روي ما يدلُّ على أنه يسأل، قال في (الدر المنثور): أخرج ابن شاهين في السنة عن راشد بن سعد، قال: كان النبي ÷ يقول: «تعلموا حجتكم فإنكم مسؤولون» حتى أنه كان أهل البيت من الأنصار يحضر الرجل منهم الموت فيوصونه، والغلام إذا عقل، فيقولون له: إذا سألوك من ربك فقل: الله ربي، وما دينك؟ فقل: الإسلام ديني، ومن نبيك؟ فقل: محمد - ÷.

  قلت: وهو محمول على أنه قد عقل التكاليف.

البحث الثالث [هل السؤال يختص بهذه الأمة أم يعم الأمم قبلها]

  اختلفوا هل السؤال يختص بهذه الأمة⁣(⁣١) أم يعم الأمم قبلها؟

  قال الحكيم الترمذي بالأول؛ لظاهر الأحاديث⁣(⁣٢). وقال ابن القيم: الثاني؛ لأن الأحاديث لا تنفي ذلك، وإنما الذي فيها بيان كيفية امتحان هذه الأمة فيكون حال كلٌّ أُمَّةٍ مع نبيها كذلك، فيعذب كفارهم بعد سؤالهم وإقامة الحجة عليهم، كما يعذبون في الآخرة بعد ذلك.


(١) يعني أمة الدعوة وهم من في زمن النبي ÷ ومن بعدهم. تمت مؤلف.

(٢) فإن ظاهرها أنهم يسألون عن محمد ÷. تمت مؤلف.