المسألة الرابعة [شبهة الاحتجاج بالآية على نفي عذاب القبر]
  قلت: ويدلُّ عليه تقريره لقول اليهودية لعائشة: أعاذك الله من فتنة القبر؛ إذ لا تعرف ذلك من كتب اليهود وعلمائهم(١)، والفتنة هي السؤال في القبر، وكذلك ما روي أنه ÷ سمع عذاب قوم ماتوا في الجاهلية.
البحث الرابع هل السؤال بالعربية
  قال القسطلاني: ظاهر قوله: (ما كنت تقول في هذا الرجل) أنه بالعربي، وقال ابن حجر: يحتمل أن يكون خطاب كل أحد بلسانه.
  قيل: ويستأنس له بإرسال الرسل بلسان قومهم.
  وعن البلقيني: أنه بالسريانية. والله أعلم.
الموضع الرابع في جواز دخول الملكين القبر
  قال الأكثر: ويجوز دخول الملكين القبر للسؤال. وقال ضرار، وأبو القاسم البستي: لا، والحديث المروي في ذلك أحادي ضعيف لتضمنه لتسمية الملائكة المقربين باسمين متضمنين للذم والنقص وهما منكر ونكير، والمنكر القبيح، وكذلك النكير.
  احتجَّ الأكثر بأن العقل لم يمنع منه؛ لأنه مقدور ممكن، ولا وجه يقتضي قبحه، والنبي ÷ قد أخبر به، ففي (الجامع الكافي): عن محمد بن منصور قال: سألت القاسم بن إبراهيم عن منكر ونكير، فقال: إن الحديث فيهما كثير، وإن الله سبحانه يقدر عليه كما يقدر على غيره.
(١) هكذا في الأصل، ولعلها (إلا من كتب اليهود ... نخ) والله أعلم.