مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

تفسير قوله تعالى: {كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون 28}

صفحة 2634 - الجزء 4

  ومنها ما سيأتي في أثناء الكتاب إن شاء الله، ومنها ما نذكره في هذا الموضع، وكل ذلك على قسمين؟ قسم يدل على دخول الملكين القبر للسؤال من دون ذكر تسميتهما، وقسم صرح فيه بتسميتهما منكراً ونكيراً.

  قال المرشد بالله # في (الأمالي): أخبرنا ابن السواق، حدثنا القطيعي، ثنا بشر بن موسى، ثنا أبو عبد الرحمن، ثنا ابن لهيعة، عنا بن الزبير، عن جابر لما سأله عن فتان القبر، قال ÷: «إن هذه الأمة تبتلى في قبورها، فإذا دخل المؤمن قبره وتولى عنه أصحابه جاءه ملك شديد الانتهار، فقال له: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول المؤمن: رسول الله وعبده، فيقول له الملك: انظر إلى مقعدك الذي كان من النار قد نجاك الله منه وأبدلك بمقعدك التي ترى من النار مقعدك الذي ترى من الجنة، فيراهما كلاهما⁣(⁣١)، فيقول المؤمن: دعوني أبشر أهلي، فيقول: اسكن؛ وأما المنافق فيقعد إذا تولى عنه أهله فيقال له: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول: لا أدري، أقول ما يقول الناس، فيقول: لا دريت، هذا مقعدك الذي كان لك من الجنة قد أبدلت مكانه مقعدك من النار» قال جابر: فسمعت رسول الله ÷ يقول: «يبعث كل عبد من القبر على ما مات عليه، المؤمن على إيمانه، والمنافق على نفاقه». وهو في (الدر المنثور)، وقال: أخرجه أحمد، وابن أبي الدنيا، والطبراني في الأوسط، والبيهقي.


(١) هكذا في الأمالي، وفي الدر المنثور: كليهما وهو الصواب. تمت مؤلف.