مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

تفسير قوله تعالى: {هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات وهو بكل شيء عليم 29}

صفحة 2715 - الجزء 5

  وأما سعيد فهو: ابن منصور بن شعبة، أبو عثمان الخراساني، نزيل مكة، رفع من شأنه أحمد وغيره، وقال أبو حاتم: متقن ثبت، وقال في (التقريب): ثقة، مصنف، وكان لا يرجع عما في كتابه، لشدة وثوقه به، مات سنة سبع وعشرين ومائتين، وقيل: بعدها، احتج به الجماعة، وروى له الأخوان والمرشد باللَّه.

  وأما عبد العزيز فهو: ابن محمد بن عبيد الدراوردي، أبو محمد الجهني مولاهم المدني، وثقه القطان وابن معين وغيرهما، وقال أبو حاتم: صدوق في الحديث، وقال معن بن عيسى: يصلح أن يكون أمير المؤمنين في الحديث، وضعفه بعضهم، توفي سنة تسع وثمانين ومائة، احتج به الجماعة، وروى له أئمتنا الأربعة.

  وأما عيسى فهو: ابن نُمَيّلة بالتصغير الفزاري الحجازي، قال في (التقريب): مجهول، وقال في (التعقيب): وثقه ابن حبان، وقال الذهبي: ما روى عنه سوى الدراوردي في أكل القنفذ. وأما تميلة فقال في (التقريب): مجهول.

  فهذه الآثار وما تقدمها من الأخبار تعضد ظواهر القرآن فيما تقتضيه من أن الأصل الإباحة في إباحة الانتفاع بكل حيوان، إلا ما خصه دليل.

  قال في (الثمرات): ونهيه ÷ عن أكل كل ذي ناب من السبع ومخلب من الطير يدل على أنه خص المخرج، وأباح ما عدا ذلك.