مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة الحادية عشرة [دلالة الآية على مسألة أن الله عالم]

صفحة 2756 - الجزء 5

  وقد يقال: إن صفات اللّه الذاتية لا يتصور فيها مبالغة كما مر في قدير.

  ومنها العارف⁣(⁣١). ذكره الموفق باللّه والقرشي؛ إذ لا فرق بين المعرفة والعلم، ولذلك إذا أثبت بأحد اللفظين ونفي بالآخر تناقض الكلام.

  قال القرشي: لكن العارف أقل استعمالاً من العالم. ولا تدخله المبالغة، فلا يقال: عرَّاف؛ لإيهامه الخطأ.

  ومنها: الداري. نص عليه الموفق باللّه والقرشي، لما مر في عارف، قال الشاعر:

  لا هم لا أدري وأنت الداري

  وقال بعضهم: اللهم أنت الداري ولا أدري.

  وحكي عن أبي علي القسوي أن أصله من دريت الصيد. إذا توصلت إليه بحيلة، يعني فلا يصح إطلاقه على اللّه تعالى وهو قول الرازي؛ لامتناع الفكر والحيل عليه تعالى.

  وأجيب بأنه وإن كان في الأصل كذلك فقد صار في العرف مستعملاً في العالم.

  قال القرشي: وأصل الاشتقاق لا يراعى في الألفاظ إذا وقع التعارف على وجَه صحيح، كالحال، فإن أصله التغير والانقلاب، ثم استعمل في الصفات.


(١) وقد أطلقه أمير المؤمنين # فقال في وصف الباري تعالى: (عارفاً بقرائنها وأحنائها) رواه في النهج، والقرائن: جمع قرونة وهي النفس، والأحناء: الجوانب جمع حنو، والضمير عائد إلى الغرائز المذكورة قبل. تمت مؤلف.