تفسير قوله تعالى: {هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات وهو بكل شيء عليم 29}
  بعد الشك والاحتياج إلى البحث ليرتفع الشك، ولذلك لا يقال: أنا متيقن أن السماء فوقنا؛ لانتفاء الشك في ذلك.
  وقال القرشي: وكذلك المتبين لذلك(١).
  ومنها: محسّ. من الإحساس وهو العلم بالحواس الذي طريقه منها، فلا يوصف الباري تعالى بأنه محس ولا أنه يحس الأشياء.
  وقال أبو علي: لأنه يفيد حدوث علم عند أو الإدراك(٢)، ولذلك إنه عندما يستشعر دخول داخل في الدار مثلاً يوصف بأنه أحس بدخوله، وإن لم يكن قد أدركه، فدل على أنه يستعمل في العلم الحادث الذي يتعقبه الإدراك. هكذا ذكره الموفق باللّه عن أبي علي؛ ومقصوده أن الإحساس في حق اللّه بهذا المعنى ممتنع؛ لأن علمه تعالى بالأشياء مستمر.
  وقال أبو هاشم: بل لا يوصف به لأنه يفيد إدراكه للأشياء بالحاسة.
  ومنها: المشاهد. ذكره الموفق باللّه، قال: لأنه يفيد القرب، وحكى أنه يقال: شاهد الأعمى الأمر إذا قرب.
  ومنها: حاذق؛ لأنه يفيد نوع معالجة؛ ولأنه في الأصل اسم للقاطع، يقال: سكين حاذق وخل حاذق، أي قاطع، فكأن العالم بالشيء قطعه بعلمه، فسمي حاذقاً، وذلك لا يجوز على الباري تعالى.
  ومنها: الذكي؛ إذ لا يستعمل إلا في ذي قلب سريع التلقن.
(١) أي لإفادته حصول العلم بعد البحث. تمت مؤلف.
(٢) هكذا في الأصل، ولعلها (عند أول إدراك) واللّه أعلم.