تفسير قوله تعالى: {وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين 31 قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العلي
  وقال القاضي أبو بكر: هو معرفة المعلوم على ما هو عليه، وربما قال: هو المعرفة.
  والاعتراض على الأول أنه عرف العلم بالمعلوم، وهو دور، وبأن المعرفة لا تكون إلا على وفق المعلوم، فقوله: على ما هو عليه حشو، وعلى الثاني بأنه من تعريف الشيء بنفسه؛ لأن المعرفة هي العلم عنده، وبأنه غير جامع الخروج علم اللّه تعالى وما لم يسبقه جهل والتباس من علم المخلوق؛ لأن المعرفة عبارة عن حصول العلم بعد الجهل أو الالتباس، ولهذا قيل: لا يوصف الباري تعالى بأنه عارف.
  وقال أبو إسحاق الأسفراييني: هو تبين المعلوم على ما هو به، وهذا الحد مروي عن (الأشعرية)(١)، وربما قالوا: هو استبانة الحقائق، وربما قال: العلم هو التبيين، واعترض على الأول بما اعترض به على حد القاضي، وعلى الآخرين بأنه ليس فيهما إلا تبديل لفظ بلفظ أخفى منه، وبأن التبيين والاستبانة يشعران بالظهور بعد الخفاء، وذلك لا يطرد في علم اللّه.
  وقال ابن فورك: هو ما يصح من المتصف به إحكام الفعل وإتقانه.
  واعترض بأن العلم بوجوب الواجبات، وامتناع الممتنعات لا يفيد الإحكام.
(١) ورواه عنهم الإمام المهدي، فإنه حكى أنهم يقولون: هو تبين الشيء على ما هو به. تمت مؤلف.