مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

تفسير قوله تعالى: {وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين 31 قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العلي

صفحة 2802 - الجزء 5

  وقال القفال: العلم إثبات المعلوم على ما هو به، وربما قيل: هو تصور المعلوم على ما هو به، ويرد عليه ما مر⁣(⁣١)، وعدم اطراده؛ إذ علم اللّه ليس بتصور، وأيضاً إذ الإثبات ليس بجنس للعلم.

  وقالت (الفلاسفة) هو إدراك النفس الحق. روى هذا عنهم (الإمام المهدي)، ويرد عليه عدم الانعكاس لشموله المدرك بالحواس والظن؛ لأنه داخل في الإدراك، وقد يكون المظنون حقاً.

  وحكى عنهم السيد حميدان أنهم يقولون: العلم ثبوت صورة المعلوم في نفس العالم. واعترض من وجوه:

  أحدها: أن ثبوت الشيء غير العلم به.

  الثاني: أنه مبني على ثبوت ذوات العالم في الأزل وهو باطل.

  الثالث: أنهم قرروا كلامهم بأن قالوا إنه كما تحصل في المرآة صورة الوجه مثلاً فكذلك تحصل صورة المعلوم في الذهن، وهذا ضعيف؛ لأنا إذا عقلنا الجبل والبحر فإن حصلا في الذهن ففي الذهن جبل وبحر، وهو محال، وإن لم يحصل فيه إلا صورتاهما فقط كان المعلوم هو الصورة، والجبل والبحر يجب أن لا يكونا معلومين، والمعلوم خلافه.

  وإن قيل: الحاصل فيه الصورة ومحلها⁣(⁣٢) لزم ما مر من حصول الجبل والبحر في الذهن.


(١) من الحشو، وتعريف الشيء بنفسه، وإبدال لفظ بلفظ. تمت مؤلف.

(٢) وهو الجبل والبحر. تمت مؤلف.