تفسير قوله تعالى: {وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين 31 قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العلي
  ووهم وشك كما ذكره أهل الأصول، فثبت أن الإدراك غير مرادف للعلم. واختلف في الإدراك هل هو معنى أم لا، وقد تقدم الخلاف في ذلك في العاشرة من مسائل قوله تعالى: {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ} الآية [البقرة: ٧] إلا أن القائلين بأنه معنى من أئمة العدل إنما يثبتونه في الشاهد فقط، وأما الأشعرية فيثبتونه معنى شاهداً وغائباً.
  الثاني من الألفاظ التي نريد الكلام عليها: الشعور، وهو لغة: إدراك الشيء من وجه يدق، مشتق من الشعر لدقته، هكذا قيل، ويشهد له قول صاحب القاموس: شعر به كنصر وكرم، شعراً وشعوراً اعلم به وفطن له وعقله، وقال فيه: وأشعره الأمر وبه أعلمه.
  وفي (المختار): وشعَر بالشيء بالفتح يشعر شعراً بالكسر فطن له، ومنه قولهم: ليت شعري، أي ليتني علمت.
  وقال الزمخشري والراغب ومن وافقهما: هو علم الشيء علم حسي.
  قال الراغب: والمشاعر الحواس، وقوله: {وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ٥٥}[الزمر] ونحو ذلك معناه: لا تدركونه بالحواس، ولو قال في كثير مما جاء فيه لا يشعرون: يعقلون لم يكن يجوز؛ إذ كان كثير مما لا يكون محسوساً قد يكون معقولاً، هذا ما قيل في معناه لغة.
  وأما في الاصطلاح: فهو وصول النفس إلى المعنى لا بتمامه، هكذا قال المحلى في (شرح الجمع).
  وفي (المقاصد) عن الرازي وغيره: أنه أول وصول النفس إلى المعنى، فإذا حصل وقوف النفس على تمام ذلك المعنى فتصور، فإذا بقي