مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

تفسير قوله تعالى: {وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين 31 قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العلي

صفحة 2811 - الجزء 5

  بحيث لو أراد استرجاعه بعد ذهابه أمكن يقال له: حفظ، ولذلك الطلب تذكر، ولذلك الوجدان ذكر، قال بعضهم: فيؤخذ منه أن الشعور ليس تصوراً.

  وفي تفسير الرازي نحو ما حكي عنه هنا، فإنه قال: هو إدراك بغير استثبات وهو أول مراتب وصول المعلوم إلى القوة العاقلة، وكأنه إدراك متزلزل، ولهذا لا يقال في اللّه تعالى: إنه يشعر بكذا، كما يقال: يعلم بكذا.

  قلت: والحق تفسيره بما ذكره بل لأن علمه تعالى لا يكون من قبيل الحاسة، أو لأنه يفيد ضرباً من التفطن والتفكر، والباري تعالى منزه عن ذلك.

  الثالث: التصور. وهو في اللغة التوهم قال في (المختار): تصورت الشيء توهمت صورته، وفي الاصطلاح ما مر من أنه وقوف النفس على تمام المعنى.

  وقال القرشي: هو العلم بصور الأشياء ومفرداتها، ومعنى ذلك أنه يحصل في ذهن الإنسان صورة مطابقة لما في الخارج، قال: ومنه قولهم: تصورت هذا الشيء أي علمت صورته.

  وقيل: هو حصول صورة الشيء في العقل، وليس المراد من حصول الصورة معناه الحقيقي، لاستحالته، وإنما المراد تخيله.

  قال الرازي: اعلم أن التصور لفظ مشتق من الصورة، ولفظ الصورة حيث وضع فإنما وضع للهيئة الجسمانية الحاصلة في الجسم