تفسير قوله تعالى: {وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين 31 قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العلي
  إلى المحسوس، أو من قبل الخيال كان ذلك الإحضار يوجهها إلى المخيل، وكلا الإحضارين يسمى تخييلاً، وهو المراد من قول الشريف الجرجاني: إن حركة النفس في صور المحسوسات تسمى تخييلاً، ومن هنا تعلم الفرق بين الخيال والتخيل بياء واحدة، والتخييل باثنتين.
  وفي الاصطلاح، فالأول هو خزانة الحس المشترك، والثاني حصول صورة في الخيال، والثالث إحضار الصورة إلى الحس المشترك من قبل الحواس أو من قبل الخيال وهذا كله مبني على إثبات الحواس الباطنة وعلماء الإسلام ينفونها، وسيأتي الكلام عليها إن شاء اللّه، وكلام الرازي في معنى الخيال قريب من كلام أهل اللغة.
  الثالث والعشرون: البديهة. وهي المعرفة الحاصلة في النفس ابتداء في النفس لا بسبب الفكر، كالعلم بأن الواحد نصف الاثنين، والبديهيات هي التي يسمونها الأوليات، سميت بذلك لأن الذهن يلحق محمول القضية بموضوعها(١) أولاً من غير توسط شيء آخر.
  الرابع والعشرون: الرويَّة هي النظر والفكر كما في القاموس.
  وقال الرازي: هي ما كان من المعرفة بعد فكر كثير.
  الخامس والعشرون: الكياسة. قال في القاموس: الكيس خلاف الحمق، وفي النهاية: والكيس العاقل، وقال الرازي: هي تمكن النفس من استنباط ما هو أنفع.
(١) كقولنا: السماء فوقنا، فإنه يحكم بالفوقية للسماء ابتداء. تمت مؤلف.