تفسير قوله تعالى: {وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين 31 قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العلي
  قوله: التحدي لا يجوز إلا بما يتمكن السامع من مثله ... إلخ.
  قلنا: هم متمكنون، بمعنى أنه لو كان التعليم متوجهاً إليهم لفهموا وقبلوا، ثم إن المراد بالآية التنصيص على أن اللّه تعالى فضل آدم بما اختصه به من العلم دونهم، وليس المقصود بها التحدي والدلالة على نبوته #، وإلا لكان مرسلا إليهم ولكان هو الذي يتحداهم كما فعل سائر الرسل $ وعلى الجملة إن الآية لم يرد بها إلا بيان الحكمة والمصلحة في خلق آدم والنص على فضله. واللّه أعلم.
  والجواب عن الرابع: بأن الآية لا تقتضي ذلك إلا لو كانت اللام فيها للعهد، ولا دليل عليه.
  وعن الخامس: بأن آدم لم يتحد الملائكة، وإنما تحداهم اللّه ø لإظهار حكمته في خلق آدم.
  وعن السادس: بأن قوله تعالى: {كُلَّهَا} يدفعه. وعن السابع: بأنه خلاف الظاهر، بل قيل: إنه من فرض المحال.
  احتج أهل القول الثاني بأنا لا نعلم فائدة الكلام إلا إذا علمنا المواضعة، وكذلك لا نعرف فائدة الذبح إلا إذا عرفنا ما وضع له، فالتوقيف إذا لم يكن مواضعة ومواطأة سابقة لا تعلم منه فائدة؛ لأنا نجوز أن يقصد به غير ما يراد منه ألا ترى أن الباري تعالى إذا قال. ماءً قبل أن يكون له وضع سابق فإنا نجوز كون المراد به طعاماً.
  فإن قيل: إنه يقرن التعليم بالإشارة.