مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة الحادية عشرة [في معرفة العليم]

صفحة 2869 - الجزء 5

المسألة الحادية عشرة [في معرفة العليم]

  العليم قد تقدم معناه في مسألة⁣(⁣١) عالم، والحكيم قد تقدم أنه يكون من صفات الفعل بمعنى أنه لا يفعل القبيح كما مر في السابعة من مسائل الحمد للّه، وبمعنى عالم ومحكِم بكسر الكاف ومحكَم بفتحها كما مر في مسألة عالم، وقد تقدم معناه لغة وعرفاً في الرابعة من مسائل .

  وقال الرازي: الحكيم يستعمل بمعنى العليم، فيكون من صفات الذات، وبمعنى آخر وهو أنه لا اعتراض عليه في فعله، فيكون من صفات الفعل. قال: والأقرب هاهنا الثاني، هرباً من التكرار.

  قلت: المعنى الثاني غير مسلم ولا دليل عليه، وإنما بناه على تفسيرهم العدل الحكيم بأنه الذي لا يقبح منه ما يقبح من غيره، وقد أبطلناه في الفاتحة.

  تنبيه: قد مر في مسألة قادر ومسألة عالم عن بعض أصحابنا أن في قدير وعليم مبالغة، وأجبنا بأن صفات اللّه الذاتية لا يتصور فيها مبالغة، لكنه روي عن ابن عباس ما يدل على المبالغة فيها وهو أنه قال: العليم الذي قد كمل في علمه والحكيم الذي قد كمل في حكمه، أخرجه ابن جرير.


(١) في قوله: {وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ٢٩}. تمت مؤلف.