مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة الثانية عشرة [دلالة الآية على إمامة أمير المؤمنين]

صفحة 2870 - الجزء 5

المسألة الثانية عشرة [دلالة الآية على إمامة أمير المؤمنين]

  قيل: في هذه الجملة دليل على إمامة علي بن أبي طالب # ووجه الاستدلال بها أن فيها دليلاً على أن الكمال في العلم أحد شرائط خليفة اللّه في الأرض؛ لأنه تعالى اقتصر في بيان فضل آدم على العلم، ويؤكده قوله تعالى في طالوت: {وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ}⁣[البقرة: ٢٤٧] فإنه يدل على أنه يجب في الخليفة أن يكون كاملاً في العلم والقوة، ولا شك أنه لم يكن بعد رسول اللّه ÷ أعلم، ولا أقوى، ولا أشجع في مجاهدة أعداء اللّه من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم اللّه وجهه - وإذا كانت شرائط الإمامة حاصلة له دون غيره فلا وجه للعدول عنه ~ وسلامه.

المسألة الثالثة عشرة [في تصفية القلوب]

  في قوله تعالى: {وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ ٣٣}⁣[البقرة] تخويف عظيم يوجب على العبد أن يجتهد في تصفية نفسه من القبائح كما ينزه ظاهره منها، فإن اللّه لا يخفى عليه شيء مما أسرّه وأخفاه واللّه حاتم الأصم حيث قال: طهر نفسك في ثلاثة أحوال: إذا كنت عاملاً بالجوارح فاذكر نظر اللّه إليك، وإذا كنت قائلاً. فاذكر سمع اللّه إليك، وإذا كنت ساكناً عاملاً بالضمير فاذكر علم اللّه بك؛ إذ هو يقول: {إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى ٤٦}⁣[طه].