تفسير قوله تعالى: {وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين 34}
  حق زوجها، حتى لو سألها نفسها وهي على قتب لم تمنعه» قال البستي: ومعنى القتب أن العرب يعز عندهم وجود كرسي عند الولادة فيحملون نساءهم على القتب عند الولادة، وفي بعض طرق الحديث: ونهى عن السجود للبشر، وأمر بالمصافحة.
  وروى الرازي عن الثوري، عن سماك بن هانئ، قال: دخل الجائليق على علي بن أبي طالب عليه اسلام فأراد أن يسجد له، فقال له #: «اسجد للّه ولا تسجد لي» وهو يدل على أن ذلك كان مشروعاً في شرائع الأنبياء المتقدمين لأنه قد قيل: إن الأساقفة هم العلماء، والجاثليق كان من علماء النصارى، على ما تفيده حكاية قصته مع أمير المؤمنين #، وهو في (أنوار اليقين).
  قلت: ولقائل أن يقول: لا حجة فيما رواه علماء اليهود والنصارى، ولا فيما فعلوه للعلم بتحريفهم الدين، وزيغهم عن شرائع النبيين، وقد روي عن النبي ÷ أنه كذبهم في نسبة هذا السجود إلى الشرع، وذلك فيما رواه الرازي عن صهيب أن معاذاً لما قدم [من] اليمن سجد للنبي ÷ فقال: «يا معاذ، ما هذا؟ فقال: إن اليهود تسجد لعظمائها وعلمائها، ورأيت النصارى تسجد لقسسها(١) وبطارقتها قلت ما هذا؟ قالوا: تحية الأنبياء، فقال #: «كذبوا على أنبيائهم» ..
  واعلم أن للإمام المهدي # كلاماً في معنى سجود الملائكة
(١) جمع قسيس. تمت مؤلف.