تفسير قوله تعالى: {وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين 34}
  قالوا: إنما قدمهم لتقدم وجودهم.
  قلنا: لو كان كذلك لما اطرد، كما لم يطرد تقديم ذكر من تقدم وجوده من الأنبياء وغيرهم.
  ومنها قوله ÷ حكاية عن اللّه تعالى: «إذا ذكرني عبدي في ملأ ذكرته في ملأ خير من ملائه» وهو يدل على أن الملأ الأعلى أفضل. وفيه أنه آحادي، وإن صح فهو لا يدل إلا على تفضيلهم على العامة لا على خصوص الأنبياء، لما قيل من أن المراد بملأ العبد العوام.
  ومنها: إجماع أهل البيت $ كما مر، واعترض بما مرمن توقف الإمام عز الدين، وبأن في كلام بعض قدمائهم $ ما يفيد بعمومه تفضيل الأنبياء كافة على الملائكة، وما يفيد تفضيل نبينا خاصة، فمن الأول قول الحسن بن يحيى: فأعطى الأنبياء من خزائن رحمته، وتفضيله، ومنه وتوفيقه، وخصهم برسالته، ورفعهم على خلقه مناً منه ورحمة وفضلاً. ذكره في (الجامع الكافي)، ومن الثاني قول على # في وصف نبينا ÷: (المجتبى من خلقه) رواه في (النهج). وقول زيد بن علي: إنه ليس أحد أولى باللّه ولا أرفع درجة عنده ممن ابتعثه، وقول القاسم: ونسأل اللّه أن يصلي على محمد عبده ورسوله المصطفى وأمينه المرتضى، وخيرته من خلقه. وقول الهادي في صلاة الجنازة ويستحب أن يقال قبل الصمد: اللهم صل على محمد عبدك ورسولك وخيرتك من خلقك. ذكره في (الأحكام).