مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

تفسير قوله تعالى: {وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين 34}

صفحة 2918 - الجزء 5

  مات سنة ست وسبعين، وقيل: بعد ذلك، احتج به الجماعة، وروى له أبو طالب، والموفق بالله، والمرشد بالله.

  قال ابن جرير: وحدثنا القاسم بن الحسن قال: حدثنا حسين، قال: حدثني حجاج، عن ابن جريج، قال: قال ابن عباس: كان إبليس من أشراف الملائكة وأكرمهم قبيلة، وكان خازناً على الجنان، وكان له سلطان سماء الدنيا، وكان له سلطان الأرض، قال: قال ابن عباس: وقوله: {كَانَ مِنَ الْجِنِّ}⁣[الكهف: ٥٠] إنما يسمى بالجنان أنه كان خازناً عليها، كما يقال للرجل: مكي، ومدني، وكوفي، وبصري، وقال ابن جريج: وقال آخرون: هم سبط من الملائكة قبيلة، فكان اسم قبيلتهم الجن.

  قال ابن جرير: وحدثنا القاسم، قال: حدثنا الحسين، قال: حدثني حجاج، عن ابن جريج، عن صالح مولى التوءمة وشريك بن أبي نمر أحدهما أو كلاهما عن ابن عباس، قال: إن من الملائكة قبيلة من الجن، وكان إبليس منها، وكان يسوس ما بين السماء والأرض.

  قال ابن جرير: وحدثت عن الحسن بن الفرج، قال: سمعت أبا معاذ الفضل بن خالد، قال: أخبرنا عبيد بن سليمان، قال: سمعت الضحاك بن مزاحم يقول في قوله: {فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ}⁣[الكهف: ٥٠]، قال: كان ابن عباس يقول: إن إبليس كان من أشراف الملائكة وأكرمهم قبيلة. ثم ذكر مثل حديث ابن جريج الأول سواء.