تفسير قوله تعالى: {وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين 34}
  الغمام الدلح، وفي عظم الجبال الشمخ وفي فترة الظلام الأيهم، ومنهم من قد خرقت أقدامهم تخوم الأرض السفلى، فهي كرايات بيض قد نفذت في مخارق الهواء وتحتها ريح هفافة تحسبها على حيث انتهت من الحدود المتناهية) ثم أخذ في وصف عبادتهم وإقبالهم على طاعة ربهم فقال: (قد استفرغتهم أشغال العبادة ...) إلى آخر كلامه # رواه في (النهج) ولم يذكر فيه إلا عصمة النوع الأول، وأما الأنواع الأخر فليس في شيء منه ما يدل على عصمتهم، وإنما أخبر # بما هم عليه من الطاعة والانقياد واليقين، وكل ذلك لا يدل على عصمتهم؛ إذ يجوز في غيرهم من المجتهدين في الطاعة وأهل اليقين أن يكون على نحو تلك الأوصاف، ولا يلزم من ذلك عصمته، بل قريب من أوصافهم موجودة فيمن ليس بمعصوم من البشر، كبعض أهل البيت $ وغيرهم من أهل الانقطاع إلى العبادة كابن أدهم والكينعي وأمثالهما.
  قوله: لا ينتحلون أي لا يدعون، والغمام: السحاب، والدلح بالحاء المهملة: الثقال والشمخ: العالية وقترة الظلام: سواده وهو بقاف مضمومة ثم مثناة من أعلى ساكنة، والهفافة: الساكنة الطيبة.
  الوجه الثاني: أن قوله تعالى: {كَانَ مِنَ الْجِنِّ}[الكهف: ٥٠] يدل على أنه لم يكن من الملائكة بالاختلاف الجنسين.
  وأجيب بما مر عن ابن عباس وغيره من أن الجن الذين كان منهم قبيلة من الملائكة، أو أنه سمي بذلك لكونه خازن الجنان