المسألة العاشرة [صفة الاستعاذة]
  وعن ابن عباس أن أول ما نزل جبريل على محمد عليه الصلاة والسلام وعلى آله قال: قل يا محمد: أستعيذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، ثم قال: قل: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ١}.
  وعن أبي سعيد الخدري قال: كان رسول الله ÷ إذا قام من الليل كبر ثلاثاً وقال: «أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم».
  وقال [المؤيد] بالله و (محمد بن منصور)، و (أبو حنيفة) و (الشافعي): بل المختار أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، واختاره الخازن، ورواه في (البحر المحيط) عن الجمهور من القراء وغيرهم، وقال في (غيث النفع): المختار عند جميع القراء أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، قال: وكلهم يجيز غير هذه الصيغة من الصيغ الواردة.
  وقال السيد (محمد بن الهادي) في (الروضة والغدير): لفظ الاستعاذة أحسنه عندنا أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، قال: وهي قراءة عاصم وأبي عمرو، وقراءة عاصم مسندة إلى أمير المؤمنين، وهو مذهب الأكثر، وهو المذكور في الآية فيكون هو الأقوى لموافقته للقرآن، قال: وقولنا أيضاً مروي عن ابن مسعود، ووكيع بن الجراح، وسفيان الثوري، ودليل هذا القول ما تقدم من حديث جبير بن مطعم وغيره، ولأنه المروي عن علي #، ولحديث ابن مسعود: قرأت على رسول الله ÷ فقلت: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، فقال لي: «يا بن أم عبد قل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، هكذا أقرأنيه جبريل # عن القلم عن اللوح المحفوظ».