مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

تفسير قوله تعالى: {وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين 34}

صفحة 2956 - الجزء 5

  هذه المقالة إلا لما رأى منهم استعراض العامة، وقتل الأطفال حتى البهائم فقد كان منهم قوم فعلوا ذلك وقالوا: إن الدار دار كفر لا يجوز الكف عن أحد من أهلها.

  تنبيه: في كلام علي # دليل على شرعية الصلاة على الفاسق؛ لا يقال: لعله إنما صلى عليه النبي ÷ لعلمه بتوبته؛ لأنا نقول: لو كان ذلك كذلك لم يصح احتجاج علي # بالصلاة عليه على الخوارج، وكيف يقال في أمير المؤمنين وباب مدينة علم النبي الأمين أنه يحتج بالصلاة على المؤمن على عدم تكفير العاصي، بل لا ينسب ذلك الاحتجاج إلى عاقل قط فضلاً عن وارث علم الأنبياء $.

  تنبيه: ظاهر كلام الناصر # أن كفر إبليس ليس أعظم الكفر؛ لأنه لا ريب أن معصية الشرك بالله وجحد ربوبيته أعظم من معصية الكبر والمخالفة لأمره. ويمكن أن يقال: أما أصل معصية اللعين، فمسلم أن الشرك والجحد أعظم منها، لكنها تزايدت وعظمت بعد؛ لأنه الأصل في وقوع كل معصية من شرك وغيره، فإنه الذي يدعو إلى المعاصي ويزينها لأهلها، والراضي بفعل قوم كالداخل معهم فيه، فكيف بالداعي إليه والحامل عليه.