مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة الثانية [في الجنة والنار وخلقهما]

صفحة 2974 - الجزء 5

  الثاني: ورود النقل المشهور بذلك، ومنه ما ورد في محاجة آدم وموسى @، وهو مروي من طرق، أخرج البخاري، ومسلم، وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة، وابن أبي حاتم، والآجري في الشريعة، والبيهقي في الأسماء والصفات، عن أبي هريرة أن رسول الله ÷ قال: «تحاج آدم وموسى فحج آدم موسى فقال موسى: أنت آدم الذي أغويت الناس وأخرجتهم من الجنة؟ فقال له آدم: أنت موسى الذي أعطاه الله كل شيء واصطفاه برسالته؟ قال: نعم، قال: فتلومني على أمر قدر علي قبل أن أخلق».

  وأخرج عبد بن حميد في مسنده، وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله ÷: «احتج آدم وموسى فقال موسى: أنت خلقك الله بيده وأسكنك جنته، وأسجد لك ملائكته، فأخرجت ذريتك من الجنة وأشقيتهم، فقال آدم: أنت موسى الذي اصطفاك الله بكلامه وبرسالاته تلومني في شيء وجدته قد قدر علي قبل أن أخلق، فحج آدم موسى».

  وأخرجه أبو داود والآجري في الشريعة، والبيهقي في الأسماء والصفات عن عمر بن الخطاب، والنسائي، وأبو يعلى، والطبراني، والآجري عن جندب البجلي، وأبو بكر الشافعي في الغيلانيات عن أبي موسى، وابن النجار من تأريخه عن ابن عمر.

  ووجه الاستدلال بالخبر كالآية، أن المتبادر إلى الفهم من إطلاق لفظ الجنة إنما هو دار الثواب، وأيضاً المعاتبة على التسبب لخروج ذريته