تفسير قوله تعالى: {وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين 35}
  قيل: بل الدليل على تعيين الصغيرة موجود، وهو ما ثبت من الله عصمة الأنبياء $ عن الكبائر كما سيأتي إن شاء الله.
  تنبيه:
  قول الرازي: اتفقوا على أن المراد إن أكلتما فقد ظلمتما أنفسكما غير مسلم، فإنهم لم يتفقوا على ذلك، وإنما هو مذهب بعض الكوفيين، وذهب بعض البصريين إلى أن يكونا منصوب بأن مضمرة بعد الفاء، والتقدير: لا يكن منكما قرب هذه الشجرة فأن تكونا من الظالمين، وضعف ابن جرير هذا المذهب، واختار أحد وجهين: إما مذهب الكوفيين، وإما أن يكون فتكونا معطوفاً على قوله: {وَلَا تَقْرَبَا} والمعنى: ولا تقربا، جوّزه الزمخشري، ولا تكونا من الظالمين كما تقول: لا تكلم عمراً ولا تؤذه.
  قلت: وعلى الوجه الأخير لا يصح الاستدلال بالآية على وقوع الظلم منهما بالأكل من الشجرة؛ لأن الكلام تضمن جملتين كل واحدة منهما مستقلة بنفسها منهي عنها لحالها، فيحتمل أن يكون ظلمهما أنفسهما الذي اعترفا به بقولهما: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا}[الأعراف: ٢٣] هو الأكل من الشجرة، ويحتمل أن يكون غيره. والله أعلم.