مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

تفسير قوله تعالى: {فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين 36}

صفحة 2989 - الجزء 5

  قوله تعالى: {فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ ٣٦}⁣[البقرة]

  قرئ {فَأَزَلَّهُمَا} بتشديد اللام.

  قال ابن جرير: أي استزلهما من قولك: زل الرجل عن دينه، إذا أخطأ فيه. وقال القفال: هو من الزلل، لكون الإنسان ثابت القدم على الشيء، فيزول عنه ويتحول عن ذلك الموضع وقرئ فأزلهما من الزوال، وأصله التنحية. قال أبو حيان والهمزة في كلا المحلين للتعدية، وعن ابن عباس: معنى أزلهما أغواهما، والضمير في عنها للشجرة.

  قال في (الكشاف) وغيره: أي فحملهما الشيطان على الزلة بسببها. وتحقيقه فأصدر زلتهما عنه، وقيل: أزلهما عن الجنة بمعنى أذهبهما وأبعدهما عنها، يقال: زل عني كذا إذا ذهب عنك.

  والهبوط: الانحدار على سبيل القهر وبالفتح المنهبط، قال الراغب: وإذا استعمل في الإنسان فعلى سبيل الاستخفاف بخلاف الإنزال، فإن الله ذكره في الأشياء التي نبه على شرفها كإنزال الملائكة والقرآن وغيرهما، وذكر الهبوط حيث نبه على الغض نحو: {وَقُلْنَا اهْبِطُوا}⁣[البقرة: ٣٦].