مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

تفسير قوله تعالى: {فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين 36}

صفحة 3017 - الجزء 5

  في مواضعها إن شاء الله، ولنتكلم هنا على احتجاجهم بقصة آدم # فنقول:

  احتج القائلون بجواز ارتكاب الكبائر على الأنبياء $ بقصة آدم، وتقرير احتجاجهم بها من وجوه:

  أحدها: أن الله سماه عاصياً لقوله تعالى: {وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى ١٢١}⁣[طه] والعصيان من الكبائر، لقوله تعالى: {وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ}⁣[الجن: ٢٣].

  الثاني: أنه سماه غاوياً لقوله: {فَغَوَى ١٢١} والغواية ضد الرشد، بل هي اتباع الشيطان، لقوله تعالى: {إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ ٤٢}⁣[الحجر].

  الثالث: أنه تائب، القوله: {فَتَابَ عَلَيْهِ}⁣[البقرة: ٣٧] والتوبة لا تكون إلا عن ذنب؛ لأنها الندم على المعصية والعزم على ترك العود.

  الرابع: أنه ارتكب المنهي عنه بقوله: {وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ}⁣[البقرة: ٣٥] ولذا قال تعالى: {أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ}⁣[الأعراف: ٢٢] وارتكاب المنهي عنه عين الذنب.

  الخامس: أن الله تعالى سماه هو وحواء ظالمين على تقدير أكلهما من الشجرة، والظلم ذنب وقد اعترفا به في قوله: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا}⁣[الأعراف: ٢٣].

  السادس: أنه اعترف أنه إن لم يغفر الله له كان خاسراً، والخسران دليل كون ذنبه كبيراً.