تفسير قوله تعالى: {فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين 36}
  في مواضعها إن شاء الله، ولنتكلم هنا على احتجاجهم بقصة آدم # فنقول:
  احتج القائلون بجواز ارتكاب الكبائر على الأنبياء $ بقصة آدم، وتقرير احتجاجهم بها من وجوه:
  أحدها: أن الله سماه عاصياً لقوله تعالى: {وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى ١٢١}[طه] والعصيان من الكبائر، لقوله تعالى: {وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ}[الجن: ٢٣].
  الثاني: أنه سماه غاوياً لقوله: {فَغَوَى ١٢١} والغواية ضد الرشد، بل هي اتباع الشيطان، لقوله تعالى: {إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ ٤٢}[الحجر].
  الثالث: أنه تائب، القوله: {فَتَابَ عَلَيْهِ}[البقرة: ٣٧] والتوبة لا تكون إلا عن ذنب؛ لأنها الندم على المعصية والعزم على ترك العود.
  الرابع: أنه ارتكب المنهي عنه بقوله: {وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ}[البقرة: ٣٥] ولذا قال تعالى: {أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ}[الأعراف: ٢٢] وارتكاب المنهي عنه عين الذنب.
  الخامس: أن الله تعالى سماه هو وحواء ظالمين على تقدير أكلهما من الشجرة، والظلم ذنب وقد اعترفا به في قوله: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا}[الأعراف: ٢٣].
  السادس: أنه اعترف أنه إن لم يغفر الله له كان خاسراً، والخسران دليل كون ذنبه كبيراً.