مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

تفسير قوله تعالى: {فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين 36}

صفحة 3031 - الجزء 5

  والغفلة، والخطأ في التأويل والعجلة، وقد ذكر الله عنهم ذلك، وذكر توبتهم منه، ثم ذكر بعض خطاياهم على هذه الوجوه، وأن ذنب آدم وموسى على جهة النسيان، وأن ذنب يونس كان الاستعجال، وكذلك آدم أكل الشجرة، وداود كان الخطأ في التأويل، وذكر الآيات في ذلك، وسنتكلم عليها في مواضعها إن شاء الله.

  هذا هو الظاهر من كلام الهادي في كتاب خطايا الأنبياء، وحاصله أن معاصيهم تكون على جهة النسيان والغفلة والخطأ في التأويل والعجلة، وقد تقدم كلام المرتضى في ذلك.

  وروى في (البدر الساري) عن الهادي والناصر وغيرهما من الآل أنها تقع منهم على جهة التأويل والسهو، وقال النظام وجعفر بن مبشر: إنما تقع منهم على جهة السهو والغفلة، فيكونون معذورين قطعاً.

  وهو مبني على أن السهو صغيرة.

  قيل: وهو ضعيف؛ لأن الساهي لا تكليف عليه فضلاً عن أن يكون مذنباً.

  وفي المواقف وشرحها عن الحافظ أنه تجوز عليهم غير صغائر الخسة سهواً بشرط أن ينتبهوا عليه فينتهوا عنه، وقد تبعه عليه كثير من المتأخرين من المعتزلة كالأصم، والنظام، وجعفر بن بشر، قال: وبه نقول نحن معاشر الأشاعرة.

  وقال أبو علي، وأبو عبد الله، والقاضي، وقواه القرشي: بل إنما يفعلونها لتأويل منهم، واعتقاد عدم القبح لتقصير منهم في النظر، وغلط