تفسير قوله تعالى: {فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم 37}
  قال الإمام عز الدين: وهو كلام جيد لا غبار عليه.
  قلت: وفي تسمية صاحب (الإكليل) الكراهة عزماً على القول بأنه من قبيل الإرادة - نظر، إذ الإرادة والكراهة ضدان، وقد قيل: إن تسمية تلك الكراهة عزماً من قبيل الاستعارة والمجاز، قوله: مع تلافي ما يجب تلافيه، المراد بالتلافي غرامة ما يجب غرامته بتلك المعصية من قصاص أو مال أو اعتذار في الحد من إساءة، أو نحو ذلك.
  قيل: ولا حاجة إلى هذه الزيادة؛ لأن التلافي إنما هو شرط في صحة التوبة، ودليل على حصول حقيقتها التي هي الندم؛ إذ لا يتحقق الندم إلا بذلك، فهذا ما ذكره أصحابنا في حقيقة التوبة على اختلاف بينهم، والمتحصل من اختلافهم أنهم في حدها على قولين:
  أحدهما: ما ذكره الإمام المهدي والقرشي والثاني ما ذكره من لا يعتبر العزم جزءاً منها، سواء قيل: إنه شرط أم لا، وهو أنها الندم على ما فرط من فعل قبيح، أو إخلال بواجب كما يفهم مما مر.
  وأما غيرهم فقال النجار، وبعض الخوارج: بل التوبة مجرد الاستغفار باللسان.
  لنا: ما مر من أنها بذل الجهد في التلافي، وهو لا يحصل إلا بما ذكرنا، وأيضاً قوله ÷: «الندم توبة»، وقول الوصي يدفع هذا القول.
  قال الإمام المهدي: ويزيد ذلك وضوحاً ما ور ورد عنه ÷: «من استغفر الله بلسانه وهو مصر فكأنما يستهزئ بربه».