تفسير قوله تعالى: {فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم 37}
  ويمكن أن يجاب بأنه يستحق الشكر على التوفيق لها، والهداية إليها، وإبقاء العاصي حتى يتوب، ونحو ذلك من المقدمات على أنه لا يمتنع استحقاق الشكر على الواجب بدليل أن الوالد يستحق على ولده الشكر في التربية، وإن كانت واجبة عليه، ووجوب الفعل لا يخرجه عن كونه نعمة إذا حصلت فيه حقيقتها.
  واعلم أن الأشعرية يوافقون أبا القاسم في عدم وجوب قبول التوبة، وفي أنها لا توجب سقوط العقاب بناءً على أصلهم الفاسد، الذي هو نفي حكم العقل، وأنه لا يجب على الله واجب، ولا يقبح منه قبيح(١).
  فرع: واختلف القائلون بقبول التوبة، هل تقبل من كل ذنب أو لا، فقال الأكثر: هي مقبولة من كل ذنب. وقالت البكرية والسمعية: لا تقبل من القتل ولا يسقط عقابه، واختاره السيد أحمد بن يوسف زبارة |، وهو مروي عن ابن عباس والحسن البصري.
  وفي (الجامع الكافي) عن الحسن بن يحيى فيمن قتل مؤمنا متعمداً، قال: باب التوبة مفتوح، ولكن من قتل مؤمناً متعمداً لم يوفق لتوبة، وقد تأول القرشي ما روي عن ابن عباس والحسن بنحوه.
  احتج الأولون بوجوه:
  أحدها: أنها قد أسقطت عقاب الشرك وهو أعظم من القتل، فيجب أن تسقط عقاب القتل بالأولى.
(١) فلو عاقب التائب عندهم لم يكن ظلماً. تمت مؤلف.