مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

تفسير قوله تعالى: {فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم 37}

صفحة 3107 - الجزء 5

  من حديث عقبة بن مالك الليثي، قال العزيزي: بإسناد صحيح.

  وقوله: ثلاثاً إن كان من كلام النبي ÷ فالمعنى سألت ربي ذلك ثلاث مرات، وإن كان من كلام الراوي فالمعنى أنه ÷ كرر ذلك ثلاث مرات، ورواه الترمذي وقال: قالها ثلاثاً، وهو يؤيد الاحتمال الأخير.

  وفي (الجامع الكافي): عن الحسن البصري، قال: قال رسول الله ÷: «ما نازلت ربي في شيء ما نازلته في قاتل المؤمن فلم يجبني بشيء». وفيه عن ابن عباس، قال: ليس لقاتل المؤمن توبة فإنهما مبهمتان: الشرك، والقتل، وقرأ: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا ...} الآية [النساء: ٩٣]، والذي نفسي بيده ما نسختها آية، ولا نزل بعدها من برهان، قال: وسمعت رسول الله ÷ يقول: «ثكلته أمه قاتل المؤمن متعمداً جاء يوم القيامة معلق رأسه بيمينه أو شماله، تشخب أوداجه قبل عرش الرحمن يأتي وقاتله بيده الأخرى يقول: يا رب سل هذا فيم قتلني».

  الوجه الرابع: ما جاء في السنة من الوعيد الشديد لقاتل المؤمن بغير حق والتغليظ في حقه، وسنذكرها في غير هذا الموضع إن شاء الله تعالى.

  فهذه حجج الفريقين، وأنت خبير بأن كلاً منها لا يفيد القطع بالمطلوب.

  أما أدلة الأولين فيرد على الوجه الأول منها أنه قياس مع وجود الفارق، وذلك أن عقاب الشرك حق الله محض، والاعتذار إليه ممكن؛