تفسير قوله تعالى: {يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم وإياي فارهبون 40}
  والثالثة: أنه كان لها زوج فخيرها رسول الله ÷ بعد العتق، فجرت السنة بتخيير الأمة بعد عتقها، فإن اختارت نفسها كان ذلك فسخاً لما بينها وبين زوجها من النكاح، وإن اختارت زوجها كانت معه على نكاحها.
  والرابعة: أنه لم يجعل بيعها طلاقها، ولو جعل بيعها طلاقها لم يخيرها من بعد عتقها في أمرها وأمر زوجها، فجرت السنة بهذه الأربع من رسول الله ÷. ما ذكره في (الأحكام).
  وفي (أمالي أحمد بن عيسى) #: حدثنا محمد، قال: حدثنا عباد، عن محمد بن فضيل، عن حصين، عن عامر قال: قضى في بريرة ثلاث قضايا: اشترتها عائشة وشرطت ولاءها لأهلها، فقال النبي ÷: «الولاء لمن أعتق» وكان لها زوج فخيرها رسول الله ÷ حين أعتقت، وتصدق عليها بلحم فأهدته إلى النبي ÷ فقال رسول الله ÷: «هو لها صدقة ولنا هدية».
  وفي (الجامع الكافي): قال محمد يقال: إن في بريرة أربع سنن، وبريرة جارية اشترتها عائشة، واشترط مواليها على عائشة أن تعتقها ويكون الولاء لهم، فاستفتت عائشة رسول الله ÷، فقال رسول الله ÷: «ما بال أقوام يشترطون شروطاً ليست في كتاب الله شرط الله أوثق، والولاء لمن أعطى الورق، وما كان من شرط ليس في كتاب الله فهو باطل».
  فأبطل رسول الله ÷ الشرط، وأثبت البيع في بريرة، وجعل الولاء لعائشة فجرت السنة من رسول الله ÷ أن الولاء لمن أعتق؛ وتصدق