مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

تفسير قوله تعالى: {يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم وإياي فارهبون 40}

صفحة 3159 - الجزء 5

  من كتابتها شيئا، قالت لها عائشة: ارجعي إلى أهلك فإن أحبوا أن أقضي عنك كتابتك ويكون ولاؤك لي فعلت، فذكرت ذلك لأهلها، فأبوا وقالوا: إن شاءت أن تحتسب عليك فلتفعل ويكون ولاؤك لنا، فذكرت ذلك لرسول الله ÷، فقال رسول الله ÷: «ابتاعي فأعتقي فإنما الولاء لمن أعتق»، قال: ثم قام رسول الله ÷ فقال: «ما بال الناس يشترطون شروطاً ليست في كتاب الله، من اشترط شرطاً ليس في كتاب الله فليس له وإن شرط مائة مرة شرط الله أحق وأوثق»، وفي رواية من طريق الليث: «من اشترط شرطاً ليس في كتاب الله فهو باطل».

  وفيه: حدثنا عبد الله بن يوسف، أخبرنا مالك، عن نافع، عن عبد الله بن عمر قال: أرادت عائشة أم المؤمنين أن تشتري جارية لتعتقها، فقال أهلها: على أن ولاءها لنا.

  قال رسول الله ÷: «لا يمنعك ذلك، فإنما الولاء لمن أعتق»، وأخرجه مسلم عن يحيى بن يحيى النيسابوري، عن مالك، وأبو داود، عن قتيبة بن سعيد، عن مالك. وفيه: حدثنا عبيد⁣(⁣١) بن إسماعيل، حدثنا أبو أسامة⁣(⁣٢)، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة قالت: جاءت بريرة فقالت: إني كاتبت أهلي على تسع أواق في كل عام أوقية فأعينيني؛ فقالت عائشة: إن أحب أهلك أن أعدها لهم عدة واحدة وأعتقك، فعلت، ويكون ولاؤك لي، فذهبت إلى أهلها.


(١) الهباري القرشي. تمت. مؤلف.

(٢) هو حماد بن أسامة. تمت. مؤلف.