تفسير قوله تعالى: {يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم وإياي فارهبون 40}
  قلت: وقد أكثر البيهقي في السنن الكبرى من طرق هذا الحديث مطولاً، ومختصراً. وفي الجامع الصغير من حديث ابن عباس: (كل شرط ليس في كتاب الله تعالى فهو باطل وإن كان مائة شرط)، وقال: أخرجه البزار، والطبراني في الكبير قال العزيزي: قال الشيخ: حديث صحيح. وفيه مرفوعاً: (الولاء لمن أعطى الورق وولي النعمة) ونسبه إلى الشيخين، وأبي داود، والنسائي، والترمذي. وفيه أيضاً من حديث ابن عباس: (الولاء لمن أعتق) وعزاه إلى أحمد، والطبراني في الكبير، قال العزيزي: بإسناد حسن.
  والمقصود مما سقناه من الروايات ثبوت هذه الكلمة، أعني قوله ÷: «الولاء لمن أعتق» للاستدلال بها على توريث المولى مع ذوي سهام المعتق بالفتح، ووجه الاستدلال بذلك أنه قد مر أن الولاء عبارة عن استحقاق الميراث بسبب العتق وقد مر أيضاً أن (الولاء لحمة كلحمة النسب)، وذلك يقتضي أنه يثبت به جميع أحكام النسب، إلا ما خصه دليل.
  ومن أحكام النسب أن العصبة ترث ما بقي بعد استيفاء ذوي السهام سهامهم، فيجب في المولى أن يستحق ما فضل عن ذوي السهام، كالعصبة من النسب. والله أعلم.