مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

تفسير قوله تعالى: {ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا وإياي فاتقون 41}

صفحة 3175 - الجزء 5

  قوله تعالى: {وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ ٤١}⁣[البقرة]

  قد تقدم معنى الشراء والاشتراء.

  وقال السيد محمد بن الهادي بن تاج الدين: الشراء لغة: أن تأخذ الشيء بثمن تعطيه فيه، ويطلق على البيع، فهو من أسماء الأضداد.

  وقال الراغب: الشراء والبيع متلازمان، فالمشتري دافع الثمن وآخذ المثمن، والبائع عكسه، هذا إذا كانت المبايعة سلعة، فأما إذا كان بيع سلعة بسلعة صح أن يتصور كل واحد منهما بائعاً ومشترياً، ومن هذا الوجه صار لفظ البيع والشراء يستعمل كل منهما في موضع الآخر، وشريت بمعنى: بعت أكثر، وابتعت بمعنى: اشتريت أكثر؛ قال تعالى: {وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ}⁣[يوسف: ٢٠] أي: باعوه، وكذلك قوله تعالى: {يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ}⁣[النساء: ٧٤].

  قال: ويجوز الشراء والاشتراء في كل ما يحصل به شيء، نحو: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ}⁣[آل عمران: ٧٧].

  قلت ومنه: هذه الآية. وقال أبو حيان وغيره: الاشتراء هنا مجاز، يراد به الاستبدال. كما يقال: اشترى المسلم إذ تنصرا ... والآية: العلامة، وتجمع على آي وآيات.