تفسير قوله تعالى: {ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا وإياي فاتقون 41}
  قال أبو السعود: ويقال للمصنوعات من حيث دلالتها على الصانع تعالى وعلمه وقدرته، ولكل طائفة من كلمات القرآن المتميزة عن غيرها بفصل؛ لأنها علامة لانفصال ما قبلها مما بعدها، وقيل: لأنها تجمع كلمات منه، فيكون من قولهم: خرج بنو فلان بآيتهم أي بجماعتهم.
  قال:
  خرجنا من البيتين لاحي مثلنا ... بايتنا نزجي النعاج المطافلا(١)
  وقال الراغب: الآية هي العلامة الظاهرة، وحقيقته لكل شيء وهو ظاهر وملازم لشيء لا يظهر ظهوره، فمتى أدرك مدرك الظاهر منهما علم أنه أدرك الآخر الذي لم يدركه بذاته؛ إذ كان حكمهما سواء؛ وذلك ظاهر في المحسوسات والمعقولات، فمن علم ملازمة العلم للطريق المنهج، ثم وجد العلم - علم أنه وجد الطريق، وكذا إذا علم شيئاً مصنوعا علم أنه لابد له من صانع. قال: وقيل للبناء العالي: آية نحو: {أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً}[الشعراء: ١٢٨]، ولكل جملة من القرآن دالة على حكم آية سورة كانت أو فصولاً أو فصلاً من سورة، وقد يقال لكل منه منفصل بفصل لفظي آية وعلى هذا اعتبار آيات السور تعد بها السور. والآيات المذكورة في الآية المراد بها الأوامر والنواهي، أو ما أنزل من الكتب الإلهية المحتوية على التكليف، أو القرآن، أوما أوضح من الحجج والبراهين، أو الآيات المنزلة
(١) أورده في لسان العرب ١٤١/ ١ ترتيب يوسف خياط، ونسبه لبرج بن مسهر الطائي، وروايته فيه:
خرجنا من النقبين لاحي مثلنا ... بآيتنا نزجي اللقاح المطافلا