مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

تفسير قوله تعالى: {ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا وإياي فاتقون 41}

صفحة 3189 - الجزء 5

  ثم قال: «لا يكون لأحد بعدك مهراً» وفي سنن أبي داود: عن مكحول أنه كان يقول: ليس ذلك لأحد بعد رسول الله ÷ وأخرج أبو عوانة من طريق الليث بن سعد نحوه.

  الوجه الخامس: أن الحديث محتمل أن يكون النبي ÷ زوجه لأجل ما حفظه من القرآن، وأصدق عنه كما كفر عن الذي واقع أهله في رمضان، ويكون ذكر القرآن للحث على تعلمه وتعليمه، والتنويه بفضله وفضل أهله. وأجيب عن هذه التأويلات بجوابين: جملي، وتفصيلي:

  أما الجملي: فهو أن في بعض الروايات تصريحاً في أنه جعل التعليم مهراً، وبعضها كالصريح.

  قال القرطبي: قوله: «علمها» نص في الأمر بالتعليم، والسياق يشهد بأن ذلك لأجل النكاح، فلا يلتفت لقول من قال: إن ذلك كان إكراماً للرجل، فإن الحديث بخلافه.

  وأما الجواب التفصيلي: فيقال: الجواب عن الوجه الأول والثاني بأن ذلك خلاف الظاهر، ولا موجب للمصير إليه، بل الظاهر أن الباء في قوله: «بما معك» للتعويض، كقولك: بعتك ثوبي بدينار، لا سيما وقد كثر منه ÷ طلب المال من ذلك الرجل، حتى تبين له عجزه، فزوجه بما معه من القرآن؛ ويعضد ذلك ما في الروايات الأخر من قوله: «علمها»، وقوله: «على أن تعلمها» وقوله: «أصدقها إياه»، فهذه الروايات تؤيد الظاهر، وتدفع هذين الاحتمالين.