تفسير قوله تعالى: {ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا وإياي فاتقون 41}
  قال في (التقريب): ليس به بأس، وفي هامشه عن (التنقيح): أنه ثقة، وقال ابن سعد: ثقة كثير الحديث، وقال أحمد في رواية: ليس بالقوي؛ احتج به الجماعة، مات سنة ثلاثين ومائة، وقيل: بعدها.
  وفي (الجامع الصغير): عنه ÷: «من قرأ القرآن يتأكل به الناس جاء يوم القيامة ووجهه عظم ليس عليه لحم» ونسبه إلى البيهقي في (الشعب) من حديث بريدة، قال العزيزي: بإسناد ضعيف ومعنى الحديث كما قال المناوي: إن من جعل القرآن وسيلة إلى حطام الدنيا جاء يوم القيامة على أقبح صورة؛ حيث عكس، وجعل أشرف الأشياء وأعزها واسطة إلى أرذل الأشياء وأحقرها.
  وفي (الروض النضير) منسوباً إلى (جمع الجوامع) للسيوطي من رواية أبي نعيم، عن أبي هريرة: «من أخذ على القرآن أجراً فذلك حظه من القرآن» قال: ومن رواية أيضاً عن ابن عباس: «من أخذ على القرآن أجراً فقد تعجل حسناته في الدنيا والقرآن يحاجه يوم القيامة».
  فهذه أدلة القائلين بتحريم أخذ العوض على تعليم القرآن، وهي ظاهرة في ذلك، بل منها ما هو صريح لا يحتمل التأويل، كما لا يخفى. احتج القائلون بالجواز بحديث الواهبة نفسها، وقد مر تخريجه وذكر طرقه، وبحديث الرقية وقد تقدم بعض طرقه في الفاتحة، ومنها ما أخرجه البخاري في صحيحه، قال: حدثنا أبو النعمان، قال: حدثنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن أبي المتوكل الناجي، عن أبي سعيد، قال: انطلق نفرٌ من أصحاب النبي ÷ في سفرة سافروها، حتى نزلوا