تفسير قوله تعالى: {ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا وإياي فاتقون 41}
  ولا إنكار عالم، ولا ذم عاقل حتى أن بعضهم يعترف بقبح ما هم عليه، ولا يصده ذلك عن الدخول معهم فيه، وقد شاع وذاع، بلا احتشام ولا استشناع، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
  ودليل تحريم الهدية على القاضي الآية، وقد مر تقرير ذلك، ومن السنة ما رواه زيد بن علي # في (المجموع) عن علي # أن النبي ÷ قال له: «يا علي لا تقض بين اثنين وأنت غضبان، ولا تقبلن هدية مخاصم، ولا تضيفه دون خصمه».
  وفي (الجامع الكافي): عن جابر، عن النبي ÷ أنه قال: «هدايا الأمراء غلول» وهو في (الشفاء)، و (أصول الأحكام)، وذكره بهذا اللفظ في (نيل الأوطار)، وقال: أخرجه البيهقي، وابن عدي من حديث ابن حميد.
  قال الحافظ: وإسناده ضعيف: ولعل وجه الضعف أنه من رواية إسماعيل ابن عياش عن أهل الحجاز؛ وأخرجه الطبراني في (الأوسط) من حديث أبي هريرة قال الحافظ: وإسناده أشد ضعفاً، وأخرجه سنيد بن داود في تفسيره عن عبيدة بن سليمان، عن إسماعيل بن مسلم، عن الحسن، عن جابر؛ وإسماعيل ضعيف. هكذا في النيل.
  قلت: وإسماعيل بن عياش قد تقدمت ترجمته وهو ثقة مأمون، ولا أظن أن سبب تضعيفه في الحجازيين إلا كونه روى عنهم فضائل أمير المؤمنين #.
  وأما إسماعيل بن مسلم فهو المكي، وقد تقدمت ترجمته أيضاً،