مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

تفسير قوله تعالى: {ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا وإياي فاتقون 41}

صفحة 3284 - الجزء 5

  قلت: وحديث الطير هذا قد أخرجه جماعة من أئمتنا والمحدثين بألفاظ. عن غير واحد من الصحابة، وفي بعض الروايات أن المهدي امرأة، وفي بعضها أن الذي كان على الباب أنس بن مالك، والظاهر تعدد القصة، وممن أخرج الحديث الترمذي عن أنس، والكنجي عن علي #، وفيه: أن الطائر من الحباري وابن المغازلي عن أنس وفيه: أن الطائر نحامة، وأبو داود عن أنس، وفي كلها يقول: اللهم آتني بأحب خلقك إليك.

  قال بعض الآل $: وقد أخرج الحديث ابن المغازلي من نيف وعشرين طريقاً استوفاها بأسانيدها في (المناقب).

  وقال أبو القاسم إسماعيل بن أحمد البستي⁣(⁣١): قد صح الخبر بإجماع الصحابة والعترة، عند الشيعة، والمعتزلة، والتترية، وأحبهم عند الله هو أعظم ثواباً وأكثرهم طاعة.

  قال (في أنوار التمام): هذا الحديث اشتمل على الإهداء لرسول الله ÷، وعلى هذه الفضيلة أشرف الفضائل التي لم يفضل الله تعالى بها أحدا بعد رسول الله ÷، وجعلها خاصة لعلي بن أبي طالب كرم الله وجهه في الجنة.

  قلت: وفي الحديث دليل على أن قوله # حجة؛ لأنه قد ثبت أن الله تعالى يحبه على الإطلاق، وكذلك رسوله ÷، وكل من ثبت أن الله يحبه ورسوله على الإطلاق فهو معصوم، ومن كان معصوماً فهو حجة.


(١) من أصحاب قاضي القضاة، تمت مؤلف.